أبرار طفلة تغيرت حياتها داخل المكتبة

قصص

أبرار طفلة تغيرت حياتها داخل المكتبة

أبرار، طفلة تبلغ من العمر تسعة أعوام من منطقة بيت لحم. هادئة منطوية على نفسها، خجولة ولا تتفاعل مع الآخرين، وهذه صفات جعلت حياتها الاجتماعية محدودة. أحضرتها والدتها إلى مركز " غراس الثقافي " في مدينة بيت لحم، وهنالك بدأ طاقم المركز المؤهل وصاحب الخبرة، بالاهتمام بها، حيث خصص لها أربع ساعات أسبوعيا لتشجيعها على القراءة وتحفيزها للتعلم، وذلك بهدف مساعدتها على الاندماج في محيطها الاجتماعي.

بدأت أمينة المكتبة جلسات مخصصة لقراءة قصص مع أبرار بأسلوب تفاعلي، حتى أصبحت قادرة على القراءة وحدها، والتفاعل مع ما تقرأ والتعبير عن الصور المرافقة للنصوص. وتم تدريبها على استخدام جهاز الحاسوب، وإشراكها في برنامج صعوبات التعلم للمواد الأساسية (اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات)، ما عزز من ثقتها بنفسها ونمّا من مهاراتها التعليمية ورفع من تحصيلها العلمي.

مركز " غراس الثقافي"، هو جزء من مشروع ضخم كانت قد أطلقته " التعاون " تحت عنوان " مكتبات من أجل التغيير "، دعمت من خلاله  47 مكتبة فلسطينية في فلسطين والشتات (7 في لبنان و40 في فلسطين)، وذلك بهدف زيادة وعي الأطفال وتثقيفهم عبر زيادة اهتمامهم بالقراءة وانخراطهم في فعاليات المكتبات، انطلاقا من إيمان مؤسسة التعاون بأهمية القراءة والثقافة ودورهما في بناء مجتمع فلسطيني قادر على التغيير. وتضمن المشروع العديد من النشاطات، منها ترميم وتأهيل المكتبات وتأهيل العاملين فيها، وتوفير أجهزة وبرامج الكترونية، وتزويدها بكتب جديدة، كما تم تطوير وإنشاء مكتبة صوتية للمكفوفين، وشراء كتب للمكتبة الصوتية.

تقول جهاد سرور أمينة مكتبة مركز " غراس الثقافي" : " كانت أنشطتنا في السابق محصورة في الدراما والمسرح وقراءة القصص ومناقشتها فقط، لكن عند توفر الأجهزة الالكترونية عملنا على توظيفها في تثقيف وتعليم الأطفال وأمهاتهم، ما سهل إيصال المعلومة بأريحية، وهذا ساهم في زيادة أعداد رواد المكتبة، واتساع أنشطتنا وحملاتنا التثقيفية، وتأهيل كوادرنا والتشبيك مع المؤسسات في المدينة".

اما أم ضياء هي أيضا من الذين يستفيدون من هذه المكتبة في بيت لحم، حيث تحضر كل جمعة مع أطفالها وتشارك بجميع النشاطات وتقرأ معهم القصص وتستعير بعضها ، وتعمل على تحفيز أطفالها وتشجيعهم.

يأتي مشروع "مكتبات من أجل التغيير" والذي ركز على تغيير مفهوم المكتبات التقليدي، استكمالا لجهود مؤسسة التعاون في دعم المكتبات في المخيمات الفلسطينية التي بدأت عام 2001، ولضمان استمرارية ونجاح هذه المكتبات في زيادة الوعي لدى الأطفال والشباب.

يذكر أن هذا المشروع الذي وصلت كلفته الى ما يقارب 2.5 مليون دولار، قد وفر 100 فرصة عمل، واستفاد منه حوالي 70 ألف مواطن بشكل مباشر، وحوالي 300 ألف مواطن بشكل غير مباشر.