المشاريع الصغيرة خطوة نحو التنمية المستدامة

قصص

المشاريع الصغيرة خطوة نحو التنمية المستدامة

قصة هاني عطية محمد أبو عيسى: المشاريع الصغيرة خطوة نحو التنمية المستدامة

 

السيد هاني عطية أبو عيسى 36 عاماً يسكن في قرية وادي غزة على الحدود الشرقية لقطاع غزة ولديه 7 أبناء، 3 ذكور و4 اناث اكبرهم من البنات في الصف الثاني الاعدادي ومن الأولاد في الصف الثاني الابتدائي. اضافة الى الأبناء السبعة يعول أبو عيسى أيضا الام و4 أخوة منهم اختين يعانيان من اعاقات عقلية نتيجة اصابتهما بحمى شوكية أثناء الطفولة، حيث ان والد أبو عيسى متزوج من أخرى وهو أيضا عاطل عن العمل بعدما منع العمال الفلسطينيين من الدخول الى أراضي48 عام 2000 للعمل هناك. 

 يعمل ابو عيسى بشكل متقطع كعامل بمدة إجمالية لا تتجاوز أربعة أشهر سنوياً، و يعتبر من العمال الموسميين اللذين يعتمدون على المواسم الزراعية التي بالكاد تغطي جزءا يسيرا من احتيجات اسرته الاساسية واسرة والدته.    

بعد الاعلان عن بدء البرنامج المتكامل لتطوير قرية وادي غزة، قام المواطن ابو عيسى واخوانه بتقديم طلب لتسجيله بالبرنامج للاستفادة من مساعدة مشروع التمكين الاقتصادي وانشاء حظيرة أغنام، حيث قام فريق البرنامج بزيارة منزل أبو عيسى للتأكد من مدى استحقاقه للاستفادة من المشروع وبالفعل تمت مساعدته ببناء حظيرة أغنام وتزويده ب 11 رأس من الأغنام العشار، بما في ذلك الأعلاف والرعاية البيطرية، حيث بلغت قيمة المساعدة ما يعادل 8900 دولار أمريكي.

 أثناء الزيارات الميدانية وزيارات المتابعة والتقييم التي كانت تعقد بواسطة فريق البرنامج واستشاري الطب البيطري الذي تم تعيينه لأغراض الرعاية البيطرية للأغنام وتقديم النصح والارشاد للمستفيدين من المشروع، كان واضحاً بأن أبو عيسى يقوم برعاية القطيع بشكل جيد حيث أنجبت الأغنام مرتين و انتجت 12 رأسا من الصغار قام ببيع جزء منها بما يعادل 1000 دينار أردني، مما ساعده على شراء الأعلاف اللازمة والادوية البيطرية و سداد بعض من الديون المتراكمة على الاسرة خلال السنوات الماضية، .

في صيف 2014 أتت الحرب على قرية وادي غزة مثل بقية مناطق قطاع غزة و لكنها كانت الأكثر شراسة حسب ما وصف المواطنون هناك، فقد أتت على كل شيء البشر و الحجر و الشجرحتى الحيوان لم يسلم. وعلى الفور واستجابة لاهالي المنطقة قام فريق البرنامج بزيارات عديدة لمستفيدي مشروع التمكين الاقتصادي في القرية، وفوجأ بحجم الدمار الذي خلفته الحرب، فقد أبادت معظم قطعان الأغنام لأغلب المستفيدين و تركتهم بلا أي مصدر رزق، مما حذا بمؤسسة التعاون إلى التوجه نحو إعادة تعويض المستفيدين عما لحق بهم من خسائر و ليتمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية و الحصول على مصدر دخل يكفيهم ليعولو أنفسهم و أسرهم.

وعند سؤاله عن حالة القطيع الحالية اضاف بان القطيع بحالة جيدة جدا وأن  عدد الاغنام  التي ستلد قريبا يعادل 8 رؤوس وانه يتوقع انتاجا جديدا لقطيعه الذي سيعمل على زيادة الدخل الناتج عند بيع بعض الصغار وزيادة عدد القطيع بالاحتفاظ ببعضه .

و عند سؤال هاني  عما اذا كان راضيا عن المساعدة بكميتها وجودتها، اعرب عن سعادته و امتنانه وشكره لكل من ساعده  حيث قال " لم اتسلم طوال عمري مساعدة مثل هذه المساعدة حيث انها اكبر واهم مساعدة تلقيتها خلال عمري فقد ساعدتني على الاكتفاء انا واسرتي اقتصاديا فنحن نستطيع الأن تلبية احتياجتنا الاساسية ، وساعمل على مضاعقة القطيع وزيادة الانتاج". وأضاف أن مثل هذه المشاريع كفيلة بالنهوض باي أسرة وخصوصاً الاسر التي تعتاش على المساعدات وكان مما قاله" بدلا من اعطاء الاسرة مساعدات اغاثية وطرود غذائية، من الافضل مساعدتها بمشروع مثل الذي تلقيته ليساعدها على العيش بكرامة وعدم اللجوء الى سؤال الناس فما فعلته "التعاون" كان سابقة لم تحدث عندنا بالقرية حيث أن الكثير من المؤسسات عملت بالقرية ولكنها لم تقدم مشاريع كبيرة بهذا الحجم "

 وبكلمته الاخيره اضاف ابو عيسى " اتقدم انا واسرتي بشكري العميق لمؤسسة التعاون وكل من ساهم في اخراج هذه المشاريع البناءة والتي  تعمل على تنمية القرية، وبالذات الوضع الاقتصادي للاسر في القرية، واتمنى ان  تستمروا على هذا النهج في طبيعة المساعدات طويلة العمر كالمشاريع الصغيرة والتي يوما ستصبح كبيرة بمجهود المخلصين"

تقوم "التعاون" بتنفيذه البرنامج المتكامل لتطوير قرية وادي غزة بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية العربية الاقتصادية وبإدارة البنك الإسلامي للتنمية، حيث يهدف هذا البرنامج النوعي إلى تحسين الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني القاطن في القرية، وخاصة بما يتعلق بحقوقه في الحصول على التعليم والصحة والطاقة والبنية التحتية،