قصة نجاح في زمن الكورونا (رب ضارة نافعة)

قصص

قصة نجاح في زمن الكورونا (رب ضارة نافعة)

كفاية شحادة "ام حمزة" هي وزوجها أحد المشاركين بدورة الزراعة البيئية التي نفذت في قرية الجديرة ضمن مشروع "تمكين المرأة المقدسية" المنفذ من جمعية الشبان المسيحية– القدس بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بإدارة البنك الاسلامي. وقد كانت هي وزوجها من أكثر المشاركين بالدورة حماسًا لتبني فكرة الزراعة البيئية، ومن المبادرين لطلب منحة لإنشاء مزرعة بيئية. لكن نتيجة للوضع العام الذي حدث بسبب أزمة كورونا والمتمثل بشلل جميع مناحي الحياة فقد تأخر تنفيذ الحدائق البيئية والتي كان من المفترض تنفيذها قبل الموسم الصيفي حتى لا يخسر المزارعون الموسم، وأدى ذلك الى أن غالبية المزارعين إما زرعوا أراضيهم بالطريقة التقليدية أو تركت بدون زراعة. لكن "أم حمزة" وعائلتها قرروا عدم خسارة الموسم وبنفس الوقت تطبيق الخبرة التي اكتسبوها من دورة الزراعة البيئية واستغلال الإغلاق والذي تسبب بتعطل الأعمال والدراسة للجميع بلا استثناء، وبالتالي الفرصة متاحة لمساهمة جميع أفراد العائلة بتحضير وزراعة الأرض، فالزراعة البيئية تحتاج الى جهد ووقت ومصاريف أعلى من الزراعة التقليدية في البداية. وفعلا كما تقول كفاية خلال فتره الإغلاق وعلى مدار شهر تقريبًا كان جميع أفراد العائلة يقضون جميع وقتهم في الأرض "كنا نذهب للأرض تقريبًا كل يوم من الساعة 10 صباحًا لوقت المغرب. كان شهر متعب لكن بنفس الوقت استمتعنا كثيرًا في العمل كعائلة وأمضينا وقتنا بكامل الإنتاجية، بالرغم من أن مساحة الأرض لا تتعدى الدونم الواحد إلا أننا من خلال الزراعة البيئية استطعنا زراعة أكثر من 15 صنف من الخضار مثل الفلفل والبندورة والباذنجان والفاصولياء واللوبياء والقرع والبامية والفقوس والكوسا والبصل والجرجير وغيرها، إضافة الى النباتات الطبية مثل الزعتر والميرمية وحتى الفواكه مثل البطيخ والفراولة". كما وتؤكد "أم حمزة" أن أسعد لحظات العائلة هي عندما بدأت بقطف ثمار الأرض والتي مكنت العائلة من الاعتماد على المحصول بشكل تام في هذا الموسم من دون الاضطرار إلى شراء الخضار من الأسواق كما كانت تفعل العائلة من قبل. "أم حمزة" وعائلتها فخورون بمزرعتهم البيئية الصغيرة وأخبرونا بأن مذاق الخضار البيئية أطيب بكثير من الخضار التي كانوا يقومون بشرائها من قبل، كما وتطمح "أم حمزة" بزرع المزيد من الأصناف في الموسم القادم من أجل المحافظة على توفير طعام صحي وخال من المواد الكيماوية في بيتها.