اعادة تأهيل روضة غسان كنفاني - بيت حانون، غزة

قصص

اعادة تأهيل روضة غسان كنفاني - بيت حانون، غزة

تقع روضة غسان كنفاني في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة. وتعمل منذ ما يزيد عن 10 سنوات، يرتادها ما يقارب 350 طفل من بيت حانون، حيث يجد الأهالي فيها متنفساً لأطفالهم في ظل حالة الحصار وسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها القطاع.

حاولت الروضة قدر الإمكان توفير الحد الأدنى من مستلزمات البيئة التعليمية السليمة والحديثة، إلا أنها واجهت الكثير من العقبات أهمها ضعف التحصيل المادي من الاهالي بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية ، الأمر الذي أعاق قدرة الروضة على صيانة مبانيها ومرافقها المختلفة التي أصبحت تشكل خطرا على صحة الأطفال، حيث أصبحت مواسير المياه مليئة بالصدأ وحمامات الروضة لا توفر الخصوصية والنظافة الكافية.

تقول السيدة سهام ذياب:- مديرة الروضة "نتيجة ضعف القدرة المادية وعدم قدرتنا على الصيانة أصبحت ألوان الجدران والفصول مهترئة والحمامات قديمة إضافة لعدم كفايتها لعدد الأطفال (يتوفر حمامان لكل 350 طفل) ومواسير المياه صدئة وبالية مما كان يشكل خطورة على صحة الأطفال".

ما يزيد عن 350 طفلا، لم تتوفر لهم الخدمات النموذجية في تلك المرحلة الحساسة، شأنهم شأن آلاف آخرين في رياض الأطفال الأخرى، هذا الواقع الصعب دفع "التعاون" للتدخل في اعادة تأهيل عدد من رياض الأطفال من خلال مشروع " تطوير البيئة التربوية لرياض الأطفال " والذي أطلقته المؤسسة بالشراكة مع معهد كنعان التربوي من خلال منحة كريمة من السيد وليد الغفاري.

كانت روضة "غسان كنفاني" إحدى الروضات التي إستفادت من أعمال التطوير في مكونات البيئة التعليمية الخارجية والداخلية، حيث تم بناء حمامين إضافيين للروضة، وصيانة الفصول ودهان الجدران ودعم مرافق توفير المياه داخل الروضة. هذا إضافة لتقديم خدمات تدريبية للمعليمن والمعلمات العاملين في الروضات حول مهارات إدارة الصف وتقنيات التعلم النشط وطرق التعامل مع مشاكل الأطفال السلوكية وغيرها من المهارات المهمة والضرورية لهم.

تقول السيدة سهام "كتير مبسوطين على الروضة، أصبحت أكثر جمالاً واماناً، وانعكس التدخل على نفسية الأطفال خاصة مع وجود رسومات وألوان جديدة ومساحات لعب آمنة. والأهم زيادة مهارات المعلمات على ضبط الصف والتعامل مع الأطفال، حيث أصبحنا نعد ملف حالة لكل طفل ونسجل أي مشاكل سلوكية لديه لنعالجها بالشراكة مع الأهل".

وتقول والدة أحد الأطفال والتي تواجدت بالصدفة عندما قمنا بزيارة مديرة الروضة "إبني يعود كل يوم ليحدثني عن الرسومات الجديدة على جدران الروضة وعن ألوان فصله الجميلة وعن المرافق الجديدة التي تم انشائها، حتى المعلمات أصبحن أكثر حساسية وتفهم لمشاكل الأطفال ولطرق التعامل معها".

في النهاية شكرت مديرة الروضة "التعاون" وللسيد وليد الغفاري الذي دعم تمويل هذه الروضة.ويهدف مشروع تطوير البيئة التربوية لرياض الأطفال إلى توفير بيئة تعليمية تربوية مناسبة للأطفال في مرحلة الروضة، من خلال استهداف عشر رياض أطفال في القطاع عبر القيام بالتدريبات الفنية اللازمة لحوالي ثلاثين مربية أطفال ، إضافة للقيام بتطوير مكونات البيئة التعليمية الخارجية والداخلية للاثنيتن من رياض الاطفال في منطقتي النصيرات وسط قطاع غزة، وبيت حانون شمال القطاع.