المضارب البدوية... من تعلم في خيمة إلى تعلم في روضة

قصص

المضارب البدوية... من تعلم في خيمة إلى تعلم في روضة

ينتابك شعور غريب عند زيارتك المضارب البدوية في المالح في  الأغوار الفلسطينية  للمرة الأولى، شعور مختلط بين الرغبة في التعمق والخوف من واقع غريب  تراه في أعين الأطفال.

 

رهف محمد فقرة ذات الأربع سنوات وتعيش في المضارب البدوية في المالح في  الأغوار الفلسطينية  كانت الحكاية الأولى التي سطعت بين نجوم كثر استطاعوا تحدي واقعهم وبيئتهم القاسية  والوصول الى الروضة للبدء بأولى خطواتهم العملية في طريق العلا والتعلم في منطقة المالح في الاغوار.

 

في عيون رهف الف كلمة ...لمعاناة باتت جزء من حياتهم، لا حر يوقفهم ولا برد يمنعهم، فقد عزموا على البدء في مشوار مجهد ومتعب ولكنه السبيل الوحيد للوصول الى حال أفضل في مشوار الحياة الصعبة.

 

بدأت رهف عامها الدراسي في خيمة، ففي الأغوار فقط روضة الأطفال عبارة عن خيمة من اسطوانات حديدية مغطاه بقماش بالي، مقاعد الدراسة تفترش التراب العاب الأطفال مغمسة بحرارة الجو الملتهب، ورغم ذلك يرغبون بالتعلم، ويرددون الحروف والأرقام بصوتهم المرتفع ليصل للعالم أنهم يرغبون في التعلم كباقي أطفال جيلهم.

ورغم سياسة الترحال التي تعتمدها عائلة رهف وغيرها للبحث عن غذاء لمواشيهم ... إلا أن الإصرار على خلق فرصة حقيقية للأطفال هناك لنيل حقهم في الحصول على التعليم أسوة بغيرهم من الأطفال وبجهود مؤسسة التعاون  وبدعم من الصندوق العربي للإنماء تمكن المشروع من خلق مكان حقيقي للطفلة رهف ورفاقها ... وتحقيق حلم اقامة روضة نموذجية للأطفال في منطقة المالح، روضة من جدران والعاب وساحات، روضة بمقاعد ملونة والعاب خشبية وأرجوحات وضحكات أطفال وأناشيد تصدح بكل مكان.

 

لا ضير ان ارتجفت أياديهم في أول مرة وهم يكتبون أولى حروفهم ويشاركهم الذباب فرحة النجاح، لا ضير إن تحملوا قليلاً عناء السفر من أماكن بعيدة طريقها وعر للوصول الى روضتهم، لا ضير في حر الصيف وبرد الشتاء ما دامت روضتهم ملاذهم الآمن بعد التعب، وحروفهم الجميلة أولى لبنات مستقبلهم الباهر.

 

يأتي ذلك ضمن مشروع تمكين التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في منطقة الأغوار والذي تنفذه الهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية والممول من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وبإشراف مؤسسة #التعاون.

 

يُذكر أن "التعاون" هي مؤسسة مستقلة مسجّلة كفرع في فلسطين، تأسست عام 1983 بمبادرة مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، لتغدو أحد أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان، حيث تلامس حياة أكثر من مليون فلسطيني سنويًا نصفهم من النساء، باستثمارها ما يقارب 800 مليون دولار منذ تأسيسها في تنفيذ البرامج التنموية والإغاثية في مناطق عملها. وتتواجد "التعاون" في كل من فلسطين والأردن ولبنان وسويسرا، وفي بريطانيا من خلال المؤسسة الشقيقة