تعزيز الصحة النفسية: قصة وليد

قصص

تعزيز الصحة النفسية: قصة وليد

لم يكن ابني يعاني من اي مشكلة، فهو ذكي يتجاوب مع المربية، جريء، ذو شخصية قوية.
لكن معاناتي مع وليد كانت من خوفه من العتمة، عند حلول الليل يلوذ بجانبي، ولا يجرؤ على الخروج حتى إلى الشرفة الملاصقة للغرفة، وقد أربكني هذا الخوف لدى وليد، وجعلني أشعر بأنه يعاني من مشكلة كبيرة قد تكون نفسية، فهو يفيق من نومه أحياناً وهو خائف ويرفض النوم وحده رفضاً تاماً.
لقد هممت بزيارة طبيب نفسي مختص لكي يساعدني على إيجاد حل لمشكلة ابني إلى أن جاءتني دعوة من قبل مؤسسة غسان كنفاني الثقافية (روضة البداوي) تدعوني فيها للمشاركة بلقاء حول القصة نظراً لأهميتها في حل عدة اشكالات نفسية وسلوكية لدى الأطفال. في الحقيقة؛ لم أكن اشارك بكل لقاءات الأهل بالروضة نظراً لمسؤولياتي العائلية، ولكن نظراً لعنوان اللقاء؛ فقد قررت المشاركة لعلي أجد بعض ما يرشدني لحل مشكلة ابني، وبالفعل شاركت بهذا اللقاء، لم يكن لقاءً عادياً، فلقد أذهلني اسلوب المحاضرة وكنت على استعداد للبقاء ساعات لأستمع إلى كلامها الذي وجدت من خلاله بوادر حل لمشكلة وليد. انها القصة التي كنا دائماً لا نرى فيها سوى ترفيه وتسلية، لم أكن أعرف أننا يمكن أن نجد حلول لمشاكل صعبة من خلالها.
توجهت بعد انتهاء الجلسة إلى الإدارة لكي أسأل؛ هل توجد قصص عن الخوف لدى الاطفال؟ فوجدت كل ما أريده، وبدأت العمل مع وليد قبل النوم بسرد قصص عن والخوف وغيرها، وجمعتني مشرفة الروضة بالعاملة الاجتماعية ومعلمة الصف لكي تتعاونا معي في سرد قصص تفيد في تخلص ولدي من الخوف.
ساهمت كل هذه الخطوات في الحد من خوف وليد وخلال شهر أصبح أكثر تقبلا للعتمة، يلعب اثناء السهرة ولا يلاصقني واتفقت مع العاملة الاجتماعية على كيفية تعويده تدريجياً على الخروج إلى الشرفة وهو تحت أنظاري.
إن ما وجدته من حل لابني جعلني من المترددات على الروضة لاستعارة قصص عن مختلف المواضيع وأصبحت أخصص وقتاً لأبنائي قبل النوم، أسرد لهم القصص وأتحاور معهم ولن اترك هذه العادة المفيدة التي استفدت منها وسأبقى اسردها لأطفالي الاصغر سناً.
شكراً لمؤسسة غسان كنفاني الثقافية ولمؤسسة التعاون، وألف شكر لكل من دعمني من مربية الصف إلى العاملة الاجتماعية والمشرفة، لهم جميعا مني ألف شكر.